الخميس، 15 مارس 2012

الحذر من احتمال انفراد المتطرفين الإسلاميين في حكم بلادنا


كتبت، على حائط مجموعة "ثورة الشعب اليمني" في الفيسبوك، أناشد شباب الثورة وكل شرفاء بلادي، دعم التيارات السياسية الوسطية واليسارية وكذا الحراك السلمي في الجنوب والحراك الحوثي في الشمال، وذلك للمحافظة على "التوازن الإيجابي" للحياة السياسية في بلادنا.. واعتبرت أن "اكتساح الإسلاميين المتشددين للبرلمان وانفرادهم بالحكم سيكون كارثة على بلادنا". فانهالت عليّ ردود عنيفة، ومنها ما يتهمني بأنني "إنفصالي" أو "تابعا لإيران" أو أنني "حوثي". ولمن لا يعرفني، واتهمني بأني "حوثي" أقول: "هذه تهمة أنكرها، ولكنه شرف لست ادعيه".

والواضح من التعليقات، على ما كتبت،  أن الحاجة إلى الحذر من احتمال حكم المتطرفين الإسلاميين لبلادنا باتت أشد ما يكون، ولهذا أجدد التأكيد على:
  •  دعم الأحزاب المتنورة (الوسطية) ودعم الأحزاب التقدمية (من اليسار إلى الوسط).
  •  محاربة التخلف والكذب والدجل بخاصة عند المتمسلمين الجدد (وهم معروفون).
  •  أنه يُشتم أن النظام قد "تبرع" بتوزيع الكثير من ضباطه الآمنين لصالح الأحزاب المتشددة، ليقفوا بإمكاناتهم المعروفة، ضد أي إمكانية للتقدم والتطور المجتمعي والحزبي والعيش بسلام في بلادنا، تحقيقا لما لم يستطع الرئيس السابق علي عبد الله صالح تنفيذه خلال فترة حكمه المباشر لليمن، وللتأكيد على أن "نبوءة الزعيم القائد" كانت صادقة (اليمن سوف تتصومل بعده).
  •  إن الأحزاب "المتمسلمة" في بلادنا (وكذا مشايخ القبائل في الشمال) المتحالفة مع الوهابية (أو المتوهبة) أو التابعة بالمطلق لنفوذ "آل سعود" (وهذه الأحزاب معروفه وكذا شيوخ القبائل ولا داعي لذكر أسماء) يمكنها أن تفرط بالمبدأ وحتى أن "تطوِّع المعتقد" والهوية السياسية والمذهبية بما يخدم "تطلعات" "آل سعود" وأطماعهم في اليمن.
  •  كذلك تنفيذ المخطط "الصهيوعودي"، وهو مخطط موجه لكل الدول العربية، كما الآتي: 
  •  إن هذه الأحزاب، لكي تؤكد طاعتها وتبعيتها لـ"آل سعود" يمكنها - بكل بساطة - أن تقوم بمهمة جعل المقاومين للمشروع الصهيوني في المنطقة أعداء للإسلام (السني)، شياطين يجب رجمهم، حتى يرضخوا للمشيئة الغربية وبما يخدم وجود وأمن "إسرائيل" بخاصة "الشيعة" منهم، ليس لأنهم شيعة، فقد تعايش "آل سعود" وغالبية حكام العرب السنة بسلام ووئام مع شاه إيران الشيعي عندما كانت إيران في عهده تقوم بوظيفة "شرطي المنطقة" للغرب والداعم القوي لبقاء "إسرائيل". لكن الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا ترى في إيران ما بعد الثورة أنها تحولت إلى خطر يهدد أمن بل ووجود "إسرائيل" ذاته.. وكذلك الحال بالنسبة لحزب الله في لبنان الذي مرّغ أنف جيش "إسرائيل" في التراب في عدة منازلات كان آخرها عندما كسب الحرب وضرب العمق الإسرائيلي بمئات الصواريخ في حرب صيف 2006 لمدة 33 يوما متواصلة.
  •  ولكي تعيش "إسرائيل" بطمأنينة وسلام، ولتحقيق ذلك على الأرض، فلا بد من العمل باتجاه جر المسلمين إلى صراع سني – شيعي باتجاه تقسيم، ليس اليمن وحدها، وإنما البلاد العربية جميعها (يتم العمل – أيضا – على إثارة صراع إسلامي مسيحي)، لتهيئة الأرضية المناسبة لإعادة تقسيم المنطقة مجددا على أسس دينية طائفية وعرقية وعشائرية قبلية صغيرة مبعثرة – هذه المرة – في إطار مخطط "الشرق الأوسط الجديد"، وهو ما كانت أعلنت عنه – صراحة – وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس قبيل وأثناء الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان والمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله في صيف 2006، بما يضمن وجود "إسرئيل" وأمنها كدولة "يهودية" مع المحافظة على الغلبة والتفوق العسكري والاقتصادي لها على كل من حولها.
  •  أمّا لماذا تقوم أسرة "آل سعود" بهذا العمل الجهنمي (وتجر معها بالمال وبالتأثير المذهبي على الأخوان المسلمين والتيارات الإسلامية السلفية) فلأن ذلك ما كان حدده الغرب من دور ومهمة للأسرة السعودية المبني على قاعدة "بقاء إسرائيل مقابل بقاء حكم هذه الأسرة لأرض نجد والحجاز"، ونفس الشيء بالنسبة للأسر الحاكمة الأخرى في بقية الدول الخليجية. علما أن هذه "المهمة" كان يتم القيام بها سرا منذ إنشاء دولة "إسرائيل"، غير أن هذه "المهمة –الدور" ترى ألولايات المتحدة أن تتم في العلن هذه المرة. وتنفيذا لهذه الرغبة باتت أسر "آل سعود" و"آل حمد" وغيرهما من الأسر الحاكمة في دول الخليج لم تعد تنفذ "المهمة –الدور" سرا في كثير من الأحايين وإن كان يتم التنفيذ "مواربة" كما يبدو غالبا.

ليست هناك تعليقات: