الجمعة، 10 فبراير 2012

ثورة اليمن 2011.. حتى لا يقع الأبناء في نفس أخطاء الآباء


حتى لا يتكرر مع ثورة فبراير 2011 اليمنية نفس ما حدث
لثورتي سبتمبر 1962 وأكتوبر 1963 في شمال اليمن وجنوبه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قد لا يعلم شبابنا ما حدث في توثيق تأريخ ثورة سبتمبر 1962. كان يتداول، وما يزال أن ثورة سبتمبر 1962 تم الإعلان عنها صبيحة الخميس 26 سبتمبر 1962م، والواقع أنه وبحسب التقويم الجريجوري (الميلادي) فقد كان يوم الخميس يوافق 27 سبتمبر 1962 وليس 26 سبتمبر 1962، وبحسب التقويم الهجري كان يوم الأربعاء يوافق 26 ربيع الثاني 1382 (لاحظ تاريخ يوم 26 كان في ربيع ثان 1382 بحسب التقويم الهجري الذي كان معتمدا في ذلك الوقت في "المملكة المتوكلية اليمنية" في شمال اليمن ويقابله 27 سبتمبر 1962م).

عبدالناصر ملوحاً لجماهير الشعب اليمني في تعز
 الصحف المصرية نشرت نبأ قيام ثورة سبتمبر 1962 يوم 27 سبتمبر
كان أول من لفت إلى هذا الالتباس الزميل الأستاذ عمر عبد الله جاوي (رحمة الله عليه)، وتلقفها الأستاذ سعيد أحمد إسماعيل الجناحي (أطال الله في عمره) ونوه إلى هذه المعلومة ضمن كتابه "الحركة الوطنية من الثورة إلى الوحدة" – 2001م، ثم تلقفتها – بدوري – من الأستاذ سعيد الجناحي وكتبت عدة مقالات في الموضوع نشرتها في مناسبات متفرقة في ذكرى ثورة سبتمبر 1962. كان ذلك قبل نحو عشر سنوات.
واليوم يحدث لثورة التغيير في اليمن أو (ثورة الشباب السلمية) كما يحلو للكثيرين تسميتها هكذا.. فبرغم أن شرارة هذه الثورة انطلقت يوم الخميس 3 فبراير 2011 (30  صفر 1432هـ) في كل من عدن وتعز وصنعاء، إلا أن "البعض" لا يروق له هذا التوقيت، ربما بسبب أن "الجماعات الدينية" و"الحزبية الدينية" لم تشارك في (ثورة الشباب السلمية) إلا في 11 فبراير 2011.

وواقع الحال، بحسب ما هو موثق وموثوق، فإن ثورة التغيير في اليمن أو (الثورة الشبابية السلمية)، فهي كالتالي:
(المعلومات التالية كنت نشرتها في حينها في منتديات مركز الأمل قبل أن يتم حجبه، ثم تعطيله في يوليو 2011، وكما هي موثقة في "ويكيبيديا" الموسوعة العالمية الحرة والتي تابعت مجريات ما يجري يوما بعد يوم في حينه).
إنني، بهذا، أعيد تذكير شبابنا.. شباب ثورة التغيير في اليمن 2011، بتواريخ تحركاتهم كما كانت، حتى لا يقعوا في خطأ مماثل وقع فيه آباؤهم في تدوين يوم إعلان ثورة سبتمر 1962 المجيدة.. 
وحتى لا يقعوا أيضا في "التباس" مشابه حدث عند إعــــلان ثـــورة
14 أكتوبر  1963 المجيدة، إذ أن الإعلان عن ثورة أكتوبر تم بعد هذا التاريخ بشهور..
وأثق تماما أن هذه التواريخ محفورة في ذاكرة كل فرد فيهم وفي قلب كل فرد فيهم، فهم صناعها أولا واخيرا.

ثورة الشباب السلمية أو ثورة التغيير اليمنية:


هي ثورة شعبية انطلقت شرارتها الخميس 3 فبراير/شباط 2011 في كل من عدن وصنعاء، وللإنصاف فقد كانت انطلقت التظاهرات الرافضة للنظام في صنعاء لطلاب جامعة صنعاء ونشطاء حقوقيين يوم السبت 15 يناير 2011 نادت برحيل "صالح" وتوجهوا إلى السفارة التونسية واستمرت خمسة أيام (من 15 إلى 19 يناير) ثم توقفت لمدة يومين ثم عاودت يوم السبت 22 يناير 2011، وقبل ذلك كانت عدن وعدد من المحافظات الجنوبية قد سبقت بوقت طويل وخرجت في مظاهرات احتجاجية ثورية ضد نظام صالح منذ العام 2007م. 
غير أن المسيرات الثورية الجامعة التي شملت العديد من المحافظات (شمالا وجنوبا) بدأت بصيغتها المنظمة و"بمساميات حشود أيام الجمع" منذ يوم الجمعة 11 فبراير/شباط عام 2011م الذي أطلق على ذلك اسم "جمعة الغضب" (وهو يوم سقوط نظام حسني مبارك في مصر) متأثرة بأسلوب الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي نهاية 2010 ومطلع 2011 م (الثورة التونسية (والتي تعرف أيضًا بثورة الحرية والكرامة أو ثورة 17 ديسمبر أو ثورة 14 جانفي/ يناير أو ثورة الياسمين - التونسيون عندهم نفس المشكلة في التوثيق الدقيق لتاريخ انطلاقة ثورتهم كما هو الحال لدينا) والتي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، وثورة 25 يناير المصرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك).
قاد هذه الثورة (ثورة التغيير في اليمن أو ثورة الشباب السلمية) الشبان اليمنيون وحدهم، ثم التحقت أحزاب المعارضة (أحزاب اللقاء المشترك) بعدهم، للمطالبة بتغيير نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاماً, والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
وكان لمواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل فيسبوك مساهمة فعالة في التحريض للثورة إلى حد كبير. وظهرت العديد من المجموعات المناوئة للنظام الحاكم، بدأت بمطالب إصلاحية ثم ارتفع سقف المطالب إلى إسقاط النظام. ومن هذه المجموعات: مجموعة "ثورة الشباب اليمني لإسقاط النظام" ومجموعة "ثورة البن والبناء" ومجموعة "يمن بلا صالح أو صالح بلا يمن" ومجموعة "ثورة الشعب اليمني" ومجموعة "ثورة شباب الثورة اليمنية". ولعبت هذه المجموعات، وما تزال دوراً كبيراً في التحريض للثورة وتنظيم الإعتصامات واستمرارها, وفي الإعداد والدعوة للخروج بالمسيرات.
ومن اتواريخ المهمة في مسيرة ثورة التغيير في اليمن، نذكر:

الأربعاء 2/2/2011م (قبل بدء الاحتجاجات في صيغة ثورة منظمة تطالب بالتغيير ورحيل النظام): قدّم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تنازلات "كبيرة" للمعارضة في جلسة استثنائية عقدها مجلسا الشعب والشورى قبيل انطلاق تظاهرة كبيرة في صنعاء أطلق عليها "تظاهرة يوم الغضب". وقال في الكلمة التي ألقاها: "لا للتمديد، لا للتوريث، ولا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء"، داعياً المعارضة إلى العودة للحوار والمشاركة في حكومة وحدة وطنية. وأعلن الرئيس اليمني أنه:
-   لن يسعى لفترة ولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2013 م. (يذكر أن الرئيس صالح يحكم اليمن منذ عام 1978م، وعندما تحققت الوحدة بين شطري اليمن عام 1990م تولى منصب رئيس اليمن الموحد).
-   "تعهد" الرئيس اليمني بعدم تسليم مقاليد الحكم لابنه أحمد علي عبد الله صالح بعد انتهاء فترة ولايته.
-   أعلن الرئيس عن تجميد التعديلات الدستورية الأخيرة، وتأجيل الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في أبريل/نيسان 2011 للإعداد لتعديلات دستورية تمهد لإصلاحات سياسية وانتخابية. وهذه النقاط كانت مثار خلافات حادة مع المعارضة طوال الأشهر التي سبقت.
-    دعا الرئيس اليمني المعارضة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
-   كشف عن برامج حكومية للحد من الفقر وتوفير فرص عمل لخريجي الجامعات وفتح باب الاكتتاب أمام المواطنين في عدد من المؤسسات الاقتصادية العامة.
-   كما كشف الرئيس في خطابه عن توسيع صلاحيات الحكم المحلي وانتخاب المحافظين ومدراء المديريات بشكل ديمقراطي.
* وفي اليوم التالي خرجت المظاهرات الرافظة لوعوده التي عبرت عن عدم ثقتهم بما يعد، ومطالبة بالتغيير ورحيل النظام الفوري لا في 2013م يوم الخميس 3 فبراير 2011، ما يمكن اعتبارها الشرارة الحقيقية لانطلاقة الثورة بصيغتها المنظمة والتي خرجت في كل من عدن وصنعاء وتعز في توقيت موحد.

ليست هناك تعليقات: