الجمعة، 1 يناير 2016

(2) Nasr Saleh - للمحترمين فقط ======= جردة حساب: أخطاء حركة أنصار...

 (2) Nasr Saleh - للمحترمين فقط ======= جردة حساب: أخطاء حركة أنصار...



جردة حساب:
أخطاء حركة أنصار الله القاتلة
------------------
ارتكبت حركة ‫‏أنصار الله‬ (الحوثيون) أخطاء قاتلة في الفترة من سبتمبر 2014 حتى نهاية العام 2015. بعض هذه الأخطاء يرقى إلى مرتبة الخطايا، أهمها:
1- أخطأت عندما اعتبرت حركتها في ‫‏21سبتمبر2014‬ ثورة، الأمر الذي استفز غالبية المواطنين، لاسيما ثوار ومناصري ‫‏ثورة26سبتمبر1962‬، وحتى ثوار ومناصري ‫‏ثورة14أكتوبر1963‬. وكان ينبغي عليها أن تكتفي باعتبارها حركة تصحيح، وبذات الحماسة الثورية لثورتي 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1963، لغرض تصحيح ما شاب السلطة من فساد وأخطاء سياسية وإجتماعية خلال الفترات الماضية.
2- ولأنها أدركت مبكرا حجم ‫‏المؤامرة الإمبريالية الصهيونية‬ ضد الدول القومية العربية المعادية والمقاومة لدويلة ‫‏إسرائيل‬ المغتصبة للأرض الفلسطينية والعربية ومعاداتها للجمهوريات القومية العربية.. ولأنها أدركت ذلك مبكرا وانبرت للتصدي لهذه المؤامرة، إلا أنها تصرفت بسذاجة وخفة في عدد من الأمور التالية:
- لم تسارع إلى إجراء تقارب مع ‫‏روسيا‬، وعقد تحالف عسكري معها إن أمكن لهم وقبلت بذلك روسيا طبعا.
- ونفس الشيء مع ‫‏الجمهورية الإسلامية‬.
- ونفس الشيء مع ‫‏مصر‬ والجيش المصري. وكان كل ذلك سيحميها غدر هادي، وبالتالي من عدوان ‫‏السعودية‬.
3- ولأنها، حركة أنصار الله، كانت على وعي كامل بما أحاق بالشعب في الجنوب من ضيم واغتصاب لحقوقه المدنية والسياسية منذ ‫‏حرب صيف94‬ واستباحة غير أخلاقية مروعة لأراضيه وموارده من قبل حفنة فاسدة من العناصر المقربة من الرئيس الأسبق ‫‏علي عبدالله صالح‬ والعناصر المحسوبة على ‫‏حزب التجمع للإصلاح‬ الأخواني.. ولأن الحركة سبق وأبدت تعاطفا مع قضية شعبنا في الجنوب، فقد ارتكبت الأخطاء، بل والخطايا، بحق الجنوب واليمن برمته على النحو التالي:
- أخطأت عندما لم تقم بدعم ‫‏الحراك السلمي الجنوبي‬ معنويا وماديا، والاعتماد عليه في تصحيح الأوضاع في الجنوب، وكان عليها امداده بالسلاح الكافي لتأمين الأراضي التي يسيطر عليها من الجماعات الوهابية التكفيرية المسلحة (القاعدة وداعش وغيرهما).
- وأخطأت عندما لم تحاول إعطاء الجنوبيين حكما ذاتيا، حتى لو لم يكن ذلك ممكنا على الأرض، لكنها كانت بذلك ستكسب تأييد شعب الجنوب دون شك.
- وارتكبت خطيئة كبرى عندما سمحت لقواتها بالتعاون مع وحدات من قوى الأمن و ‫‏الجيش اليمني‬ الموالي للسلطة في ‫‏صنعاء‬، باجتياحها الجنوب لمطاردة الرئيس المؤقت السابق ‫‏عبدربه منصور هادي‬ وعدم تفهمها لموقف أبناء الجنوب من وجود هادي في عدن، ولم تتقبل ذلك بأنه أمر طبيعي أن تقبل بهادي وهو الجنوبي الذي فر من صنعاء واستجار بأبناء جلدته الجنوبيين، علما أن شعب الجنوب كان في الأصل ضد الرئيس الأسبق هادي وما يزال كذلك.. وقد ترتب عن هذه الخطيئة أمور عدة خطيرة، أبرزها:
- أنها، أي أنصار الله، قد أجبرت قطاع واسع من شعبتا في الجنوب على مؤازرة السعودية و ‫‏الإمارات‬ على غير هوى شعب الجنوب.
- وأنهما، أنصار الله ومعها قطاع من الجيش اليمني، قد بددا قواهم وخسرا قرابة نصف القوة القتالية المتاحة في حرب الجنوب وفي الحرب على تعز، في حين كان ينبغي من اليوم الأول للعدوان بقيادة السعودية أن تتوجه هذه القوة نحو ‫‏نجران‬ و ‫‏عسير‬ و ‫‏جيزان‬.
- وأنهما، أنصار الله ومعها قطاع من الجيش اليمني، قد ربَّحا، بحماقتهما في اجتياحهما الجنوب، قد ربّحا قوات التحالف بقيادة السعودية نصرا مجانيا فيما أسموه ‫‏تحرير الجنوب‬، رغم أن أنصار الله والجيش اجتاحا ‫‏عدن‬ والجنوب بعد عدة أيام من بدء قصف طائرات التحالف، وخرجا مجبرين والطائرات تقصف قبل أن تدخل القوات الخليجية البرية عدن.
4- أنها، أي أنصار الله، قد قامت وما تزال تقوم بأمور تكرِّه الناس والعالم بها، فقط، دون أن يكون لذلك لزوم، من ذلك:
- شعار الصرخة (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ..الخ) فهو يغضب الغرب ولا يقتل أمريكا ولا إسرائيل عمليا. وكان ينبغي لهم عدم فعل ذلك طالما وأننا لسنا في حرب ميدانية مباشرة معهما، وأنهما إنما يحارباننا من خلال أدواتهم المعروفة.
- لم يظهر أفراد الحركة بالشكل المقبول أمام الناس في الشوارع والمؤسسات حيث يسيطرون، ما كان ضرهم لو أنهم أمروا أفراد ‫‏اللجان الشعبية‬ بلباس ميري منظم وبدون جنابي ودون مضغ القات والشمة (برتقان).
- إصرار أنصار الله على نشر برنامجهم الأيديولوجي (‫‏المسيرة القرآنية‬) يوميا والذي لا يتقبله ‫‏الشوافع‬ وهم الغالبية العظمى من الشعب اليمني، وإذاعة محاضرات قديمة في هذا الجانب يوميا، وبعضها لا يتوافق مع المتغيرات الجارية، بل لقد استمعت لإحداها ذات يوم وكانت في مضمونها تحرض ضد ‫‏الاتحاد السوفياتي‬ وتنعته بالإلحاد (فما الفارق بينها وبين الوهابية في هذا؟)، علما أن الاتحاد السوفياتي قد تفكك قبل نشوء أنصار الله بسنين.
5- لم يحسنوا التعامل مع الرأي العام الدولي، بل وحتى المحلي، فظهورهم مؤزرين بالجنابي على شاشات القنوات الدولية يفزع الغرب ولا يقنع الشرق.
6- وأكثر الأخطاء فداحة ما كان منهم منذ بداية حركتهم في 21 سبتمبر 2014 حينما لم يضعوا حدا لما تسمى ‫‏المبادرة الخليجية‬، وكان يمكن أن يتخلصوا منها من غير أن يضطروا ليجاهروا بذلك... إذ كان بمقدورهم، بل وكان يتوجب عليهم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، بخاصة وأن الفترة الزمنية للمبادرة كانت قد انتهت، ومُدد لها من خارج بنودها عاما ثالثا.
‫‏نصر صالح‬ في 1-1-2016
 

ليست هناك تعليقات: