الخميس، 17 مايو 2012

لماذا حملة الافتراء على إيران الثورة


لماذا حملة الافتراء على إيران الثورة
من جانب "آل سعود" ومن لف لفهم

.. تابعت منشورات "البعض" من أعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح، وقرأت الكثير من تعليقاتهم في العديد من صفحات الفيسبوك (للأفراد أو المجموعات) فوجدتهم يتحاملون كثيرا على إيران، ويحرضون ضد الثورة الإسلامية فيها، ويحرضون - أيضا - ضد المقاومات العربية، وتحديدا ضد إخوتنا الشيعة في حزب الله اللبناني، وبنفس المقدار يحرضون ضد أبناء جلدتنا من أبناء صعدة اليمنية (أنصار الله) من أتباع المذهب الزيدي الذي هو نفسه مذهب غالبية زعماء حزب التجمع اليمني للإصلاح. وقارنتها بما تنشره أبواق "آل سعود"، الذين يتبعون المذهب الوهابي، فلم أجد فرقا.
     الرئيس محمود أحمدي نجاد                               الإمام علي حسيني خامنئي

ولتبديد الالتباس الحاصل لدى "البعض" في فهم دور الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية، أورد الآتي في فقرات مختصرة:
1-     كلنا يعلم أن الأمريكان و"آل سعود" والإمارات وبقية حكام دول الخليج و"الأخوان المسلمين" لم يكونوا في عداء مع إيران الشاه عندما كانت شرطي الغرب في المنطقة.
2-     إن هذا العداء برز، بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.. وكلنا يتذكر أنه فور انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية قام وفد من منظمة التحرير الفلسطينية بزيارة طهران وتسلم مفاتيح مبنى سفارة إسرائيل بعد أن أنزل علم إسرائيل واحرقه الشعب الإيراني ورفع مكانه علم فلسطين. وأقيمت سفارة دولة فلسطين مكان سفارة إسرائيل. مسجلة بذلك حقيقة للتاريخ وهي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أول دولة تقيم سفارة لدولة فلسطين.
3-     منذ اليوم الأول للثورة الإسلامية صار واضحا موقفها في دعم القضية الفلسطينية، ورفعها شعار حتمية زوال "إسرائيل" وعودة الحق لأصحاب الحق، وهو الشعار الذي يعبر عنه بـ"الموت لإسرائيل". وهنا أود التوضيح أن شعار "الموت لإسرائيل" لا يعني قتل اليهود أو رميهم في البحر، وإنما هو شعار بمعنى "استعاري" يقصد به إسقاط دويلة "إسرائيل" واستعادة دولة فلسطين للمسلمين والمسيحيين واليهود.
4-     الجمهورية الإسلامية في إيران، مثلما تدعم حزب الله اللبناني الذي معظم منتسبيه من الشيعة (بحكم أن جنوب لبنان الذي يتعرض أكثر من بقية أرض لبنان لاعتداءات الصهاينة المتواصلة غالبية أهله هم من الشيعة)، فهي تدعم، أيضا، حركة (حماس) ومعظم منتسبيها إن لم يكن جلهم هم من السنة، بل أن قيادة حماس تنتمي في الأصل لتنظيم جماعة الأخوان المسلمين العالمية، وكذلك تفعل مع حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وكما كانت تفعل – أيضا – مع حركة فتح قبل "أوسلو".
5-     طوال فترة دعم إيران لهذه المقاومات العربية لم يقل أي فلسطيني مسلم سني أن إيران اشترطت عليه أن يحول مذهبه من المذهب السني إلى المذهب الشيعي، أو أنها أغرته على فعل ذلك، ونفس الشيء بالنسمة للمقاومين اللبنانيين السنة المنخرطين في المقاومة مع حزب الله.
6-     أكثر من هذا، تقوم إيران بإنشاء مؤسسات خدماتية إنسانية في لبنان دون مقابل، وكمثال على ذلك، تم إنشاء مستشفى في جبل لبنان في الجانب الدرزي، ولم تشترط على الدروز شيئا مقابل ذلك، سوى "شرط" واحد هو أن تكون خدمات المستشفى متاحة لكل الأديان والطوائف اللبنانية: مسلمين (سنة وشيعة ودروز) ومسيحيين (مارونيين، كاثوليك، بروتستانت)، بحسب الوزير اللبناني الدرزي وئام وهام في أكثر من منبر إعلامي.
7-     أما الحديث عن تصدير الثورة، نعم إيران تشجع الثورات والانتفاضات والمقاومات العربية الإسلامية ضد أي طاغية أو مستبد أو محتل بطلب من هذه الثورات وهذه المقاومات دون فرض أو اشتراط.
8-     قد يقول لي، أحدهم، ولماذا لم تدعم "الثورة في سوريا"؟، أجيبه: وهل طلب القائمون على الثورة في سوريا ذلك من إيران؟ حتى نقول أنها "ككيت وكيت". لكن أحد أصحاب الرؤوس الحامية سيقول لي إنها تدعم نظام بشار الأسد، أقول له نعم، لأن النظام السوري تجمعه بإيران اتفاقيات إستراتيجية منذ أيام حافظ الأسد. وجميعنا يتذكر أن نظام الأسد الأب كان يدعم إيران خلال سنوات الحرب العراقية الإيرانية، فيما نظام "آل سعود" وبقية أنظمة دول الجزيرة والخليج (وبينها اليمن) كانت تدعم العراق بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين، قبل أن ينقلبوا جميعا عليه ويقومون بتمويل وتسهيل غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003..
9-     وأمّا عن علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأنهما يختلفان في  العلن ويتفقان في السر، فهذا محض افتراء، تروج له أبواق "آل سعود" في إطار مخططها لـ "شيطنة" إيران و"شيطنة" كل المقاومات العربية دون استثناء (بما فيها مقاومة الحراك الجنوبي السني ومقاومة أنصار الله الزيدي (الحوثيون) في شمال الشمال). إن الولايات المتحدة تتعامل مع إيران من منطلق برجماتي صرف.. فهي لا تقدر على ضربها دون أن تتجرع خسائر تفوق تصور أي متهور أو مبتدئ في علوم الإستراتيجية العسكرية (إيران تمتلك قوة عسكرية خارقة، وبالتجربة تأكد ذلك في حرب صيف 2006 بين حزب الله و"إسرائيل"، وكسب حزب الله حرب الـ 33 يوما بإقتدار حيث لم يمكن العدو من تحقيق أي هدف من الأهداف التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت عشية اندلاع الحرب في 12 يوليو 2006. وحزب الله يحارب بالسلاح الإيراني، وبالتدريب الإيراني.
10- ختاما، تأكيدا على برجماتية الولايات المتحدة، سوف تعترف بأحقية إيران في مواصلة برنامجها النووي بمقابل تعهد خطي من قبل قائد الثورة الإسلامية الإمام علي الخامنئي.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

شكرا على المقال الرائع

غير معرف يقول...

استاذ نصر نتمنى ان نقرأ مقالاتك بشكل مستمر . لماذا هذه الغيبة ؟

غير معرف يقول...

إنها الطائفية، ألا أراحنا الله منها. وجمع كلمة العرب ووحدها.. وإنه لقريب بإذنه وعملنا.